الجمعة، 29 يونيو 2012

مات البطل ولم يحضر النهاية .. وعاشت هي تعيد صياغة الحكاية ......



اتفقا يوما أن يكتبا معا حكاية حبهما .. ظنا انها ستكون أجمل حكايات الحب .. عاشا معا صفحات الأيام .. أصبح هو عاشقا لتفاصيلها وكان لها ملهما لدقات قلبها .. ولكن ككل حكايات الحب بدأ يشعر أن النهاية تقترب و كالعادة يبدو انها نهاية ليست بسعيدة .. بدأ الخوف يدق باب انفاسه بدأ يفكر بروح أشبه بروح من عرف ان ايامه فى الحياة معدودة .. حاول أن يغير الأحداث .. أن يحارب الظروف .. كان مؤمنا أنهما سيتمكنا من اكمال الحكاية و أنه لو غير الأحداث ستتغير النهاية .. بدأ يرى نظرات الخوف فى عيون حبيبته .. حاول أن يهدئها .. قضى فصلا كاملا من الحكاية يهدئها و يغير الأحداث و يتنازل عن احلامه .. أصبح واثقا ان تلك الأحلام ستكون السبب فى هلاك حبهما .. اتخذ قرار ان يلغى احلامه و ان يبدأ فى الفصل القادم فى كتابة أحلام جديدة المهم الآن ان يطمأن حبيبته .. مع قرب انتهاء هذا الفصل بدأ يشعر بشعور عجيب .. لقد اصبح انسانا فارغا تخلى عن كل أحلامه و لم يبدأ فى رسم احلام جديدة .. فقد القدرة على تحديد هويتة .. فقد القدرة على رؤية الغد و فقد القدرة على اتخاذ القرارات و اكتفى بردود الأفعال .. و لكن لا يهم  كل هذا المهم ان حبيبته معه .. سيرسمان أحلام جديدة .. حتى انه من الممكن ان يبدءا حكاية جديدة .. المهم أن تهدأ الأمور و تتغير النهاية ..  ثم بدأ يحلم حلم جديد .. حلم ألا تكون هناك نهاية .. أصبح بداخله شعور قوى أن هذا ما سيحدث .. لن تكون هناك نهاية .. معا لا يحتاجان الى نهاية .....

وانتهى الفصل ....
قلب الصفحة , جهز قلمه و نادى حبيبته .. هيا نرسم أحلامنا .. نادى كثيرا و لم يجد اجابة .. بحث فى الصفحات السابقة عنها و لم يجدها .. الكثير من الأحداث لم تكن فيها .. عاد بالصفحات للخلف كثيرا .. وجد اسمها مكتوبا و لكن ليس هذا ما كان يناديها به .. لقد اعتاد ان يناديها حبيبتى .. لماذا اسمها الحقيقى هو المكتوب ؟! .. اغلق الكتاب غاضبا و القاه بعيدا عنه .. ما هذا؟ ليس هذا اسم حكايتنا .. التقط الكتاب سريعا و قلب صفحاته ببطء .. بدأت عيناه تقع على أسماء الفصول .. ( يوم التقينا ) ..( عندما قلت له أحبك ) .. ( الحب يموت ببطء ) ..
( يوم ان دافع عن ما لا أريد ) .. ( ثم مات الحب )
جلس مذهولا فلأول مره فهم الأحداث و التقت الاشارات .. لم تكن ابدا حكايته .. لم يكن حتى بطلا فيها .. لقد كان زائرا فى بعض فصولها .. بدأ الامر يتضح شيئا فشيئا .. لن يرى أبدا نهاية .. فهو لمن  يحضرها انها نهايتها هى .. اما هو فقد اكتفت به عند هذا الفصل ( ثم مات الحب ) .....

و لكن مهلا فحبى لها لم يمت .. بدأ عقله يجيبه ..
انها تتحدث عن نفسها لست انت بطلا لها يا صديقى لتهتم بما تشعر ..
ولكنى حاولت ان اغير الاحداث .. حاربت الظروف .. تخليت عن الاحلام ..
 قاطعه عقله ثانية حتى هذا يا صديقى كان جزءا من حكايتها .. كانت هى من تكتب و ليس انت ..
انتهى الفصل يا صديق

المشهد الأخير ..
جلس ممسكا كتاب حبيبته يقرأه باستمتاع فصلا بعد فصل .. عاش منتظرا نهاية الحكاية .. لعله يجد نفسه بطلا حتى ولو كان بطل النهاية .. مرت الايام وهو يقرأ و يحلم أحلاما جديدة .. عاش يحلم ان يعيش معها مشهد النهاية .. مات ممسكا بالكتاب و لم ينهى الفصل الأخير .. كانت كلمات النهاية التى لم يقرأها ( و مات من ظننت ان حبى له مات .. مات  من وهبنى طعم الحياة ) .....

مات البطل ولم يحضر النهاية .. وعاشت هي تعيد صياغة الحكاية ......

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

رسام العهد ..




وجد نفسه فجأة وحيدا في منتصف الطريق في يديه رسمته التي طالما رسمها مع حبيبته .. حاول أن يتذكر كيف أصبح وحيدا و أين ذهبت حبيبته.. الأسباب داخله مشوشة جدا .. لا هي ليست مشوشة أنها ليست موجودة .. نعم هو لا يستطيع فهم السبب.. بالأمس كانت حبيبته التي راهنها على حبها منذ سنين .. كان أقرب اليها من هؤلاء الذين أحاطوها بوهم المستحيل .. اتفقوا منذ زمن ليس قريب أن يكون حبيبها ولم يتفقا على بنود الاتفاق .. ربما تخيل هو أنه اتفاق أبدي على التحام الأرواح .. لم يظن أنه سيأتي يوم وتأتيه بورقة (صعب ) و قلم ( مستحيل ) موقعه من هؤلاء ( الذين يدركون مصلحتي ) .. حاول أن يذكرها بعهدهما أنه مهما اختلفنا فنحن معا سنحل الأمور .. استيقظ فجأة ليجدها تذهب .. حاول أن يناديها فسمع صوتا غريب عليه يجيب بكلمة النهاية .. كانت تبتعد سريعا كأنها تهرب جرى وراء حلمه الذي يضيع .. كان أشبه بمن يجري وراء أنفاسه .. لم يجدها ولكنه وجد رسمته ملقاه على جانب الطريق .. أمسك رسمته وبدأ يبحث عنها حوله ويسأل ماذا حدث لها وجعل الورقة تسقط منها .. جاءته الاجابه بنسمة هواء جاءت حاملة كل رسماتهم .. نسمة هواء تحمل رسالة ( اليوم اكتفيت من حبك ) .. وقف يلملم الرسومات من هنا وهناك .. سمع صوتها من بعيد جرى نحوه و في مخيلته فكرة لرسمه جديدة .. وصل اليها ليجدها تنظر له بتعجب وكأنها تسأله من أنت؟ حاول أن يشرح الموقف .. أنا حبيبك .. كنت حبيبي.. لا لا يبدو انهم مسحوا أفكارك .. اخرج بيد مرتجفة من جيبه رسومات حياتهم .. انظري رسمتنا .. لا تعليق .. بدأت في السير وهي تتعجب من هذا المتطفل .. وقف مجددا في الطريق يتصفح رسماته .. طالت وقفته وبدأت الرسومات تتبدل أمامه .. خاف من النسيان .. خاف ان تتشوش الرسمات فينسى حبيبته .. اخرج قلمه و رسم رسمته الأخيرة .. مرت عليه ذات يوم قائلة أتتذكرني؟ .. أجابها نعم تشبهين حبيبتي .. حبيبتي ماتت وتركت لي رسوماتنا .. انظري تلك رسمة عهدنا .. تلك لغد رسمناه في أحلامنا .. إما هذه فكانت تحكي عن أولادنا .. وهذه يوم أن قاتلوها وسقطت منها رسماتنا .. تركته باكيه و قالت في سرها أسفه حبيبي ما بعت حبك إنما الخوف باعني.. رحلت وتركته وحيدا يحمل رسماته في الطريق الذي طالما ساروه معا .. رسام العهد هكذا سموه من اعتادوا رؤيته في الطريق طوال هذه السنين