السبت، 25 مايو 2013

عيد ميلادك عيد ميلادي ٤



  • تفتكر يا محمد مين اللي ممكن يكون بعتلي الساعه و الورد ؟
  • انت بتسأل بجد ولا بتهزر يا أدهم ، أكيد سلوى يعني يابني أنت لو سألت عميل معدي جوه البنك و شافها بتبوصلك ازاي هيقولك أن البنت بتحبك ، انت مشوفتش يوم عيد ميلادك كانت عينيها مليانه فرحه ازاي عشان كنت بس جاي معاها
  • بس بس بطل هبل الله يكرمك ، سلوي دي طريقتها أصلا و بتتعامل مع كل الناس كده
  • امال مابتعملش معاياي كده ليه ؟
  • يابني أنت مينفعش حد يعبرك أصلا 
  • ههههه عامة يا أدهم ده مش رائي لوحدي معظمنا واخد باله من الموضوع ده و لا أنت فعلا مفيش في دماغك حاجة ناحيتها يبقى حاول تحط حدود لعلاقتكم عشان متتعلقش بيك اكتر من كده و ساعتها هتخسروا بعض ، مع أن أنا شايف إن البنت متتعوضش بصراحه بنت ناس و حلوه و كل الناس بتحبها و كفايه أنها بتحبك كده يا أخي
  • بقولك ايه يا عم أسامة منير بلا متتعوضش لا بتحبك شيل العبط ده منتفكيرك خالص أنا أصلا ول عايز أحب ولا أتحب يا سيدي كفايه عليا اللي جالي من ورا الحب خليني بقى أعيش يومين بمزاج و الجواز كده كده مش هيطير يعني و إن كان على سلوى نحطلها حدود يا سيدي انا مش ميت على صحوبيتها يعني 
  • و الله أنت عيل مجنون و ملكش في الخير خليك ياأخويا عايش على أطلال نها هانم اللي بعد ٥ سنين قليتلك معلش أصل احتياجاتي اتغيرت ، أنت مينفعش معاك غير واحده كده
  • تاني يا محمد الموضوع ده ، بقولك ايه قوم شوف شغلك مافضلش غير نص ساعه و النهارده الخميس و عايز اقفل شيتات الموظفين عشان ماجيش يوم الأحد الاقي ورايا مليون حاجه
  • ماشي، هشوفك بليل؟ هنسهر في الكوربه غالبا هنبقى قاعدين علي أسوان
  • تمام آنا آصلا ورايا مشوار في مصر الجديده هخلصوا و اجي عليكم على طول
  • ماشي سلام
  • سلام
…………………………………….

 أول مرة من زمان يلاقي أدهم نفسه متحمس أوي لنزولة يوم الخميس ، القرار كان محتاج منه تفكير كتير ، في الحقيقة مكنش عارف اللي هيعمله ده صح ولا غلط و هل هو فعلا المفروض يعمله ولا لأ . من فتره طلب من سمر صاحبته اللي في كلية علوم أنها تجيبله فراشات ملونه تكون حقيقية ، استغربت جدا من طلبه بس و عدته انها هتتصرف لأنه قالها أن الموضوع مهم جدا بالنسبه له و فعلا امبارح بليل كلمته قاليتله انها اتصرفت و جابتله ١٠ فراشات . اخر عيد ميلاد بين أدهم و نها كان جايبلها موبايل جديد و اسكرابس ليه مرسوم عليها فراشات ، يومها قاليتله انها نفسها تشوف فراش حقيقي من الملون اللي بيجي في الكارتون و أنها نفسها في باربي و البيت بتاعها و هو وعدها إن السنه الجايه هيعملها كل اللي هي عايزاه بس يبقوا مخطوبين بقى عشان مامتها تعرف هو بيحب بنتها قد ايه.. السنه ده هي مش معاه بس هو لسه بيحبها و من جواه متأكد انهم هيرجعوا لبعض و مش عايز لما يرجعوا يبقى خلف وعده معاها .  بص على الكرسي اللي جنبه وهو في طريقه لمصر الجديده على البرطمان الكبير اللي جواه الفراشات ، اكيد هتنبسط لما تشوف هو عمالها ايه  ممكن كمان تكلمه و تقولوا انه واحشها زي ما هي وحشاه .. من ساعة ما سابوا بعد غيرت نها نمرة تليفونها و بالرغم انه كان ممكن يجيب نمرتها من أي حد من صحابهم لكن هو فضل يسيبها لحد ما تاخد قرار انها تكلموا هي . جايز مكنش عايز يزعل منها اكتر لو كلمها و هي رفضت تتكلم معاه عشان كده مجابش النمره.. آدهم من يوم التليفون اللي نها قاليتله فيه إنها مش هتقدر تكمل و هو وقف كل حاجه بينهم عند النقطه دي ، محاولش ولا مرة يفكر انها سابته او انها اتخليت عن حبهم ، كان ديما مديها مبرر ان الظروف حواليها كانت أقوى منها و أنه لازم يديها فرصه تهدى و ترجع عند نفس النقطه اللي سابته عندها من غير ماتلاقيه زعلان منها أو عايز يرد اعتباره ، يومها هيصالحها على كل حاجه عملتها عشان ميضيعوش و قت تاني في العتاب . هو حاسس إن النهارده هيكون اليوم ده ، النهارده هتكلموا و هو هيعمل نفسه زعلان شويه عشان تصالحه بحبها زي زمان . النهارده هيسهروا يحكوا لبعض كل حاجة حصلت في ال ١٠ شهور اللي بعدوها .. النهارده هتعرف إنها مكنش المفروض تخاف من اختياراته و إنه طلع صح و نجح في الحاجه اللي بيحبها و هيقولها تحدد معاد جديد مع أهلها عشان يفاتحهم في موضوعهم تاني . ايوه هو متأكد إن ده اللي هيحصل…

 ركن أدهم عربيته قدام محل   " شوجر "  اشهر محلات لف الهدايا في القاهره ، بقاله اسبوعين بيضبط مع صاحب المحل اللفه اللي هو عايزها كان ناقص بس يجيب الباربي و الفراشات و ورد التيوليب اللي نها بتحب لونه  عشان الهديه تكمل .. قفص  من الزجاج داخله قفص زجاجي اصغر حجما منه ، الفراشات الملونه و الورد هتكون في المنطقه بين القفصين و جوه القفص الصغير هيحط الباربي.. مش هينفع يبعتلها كارت مع إن جواه كلام كتيير عايز يقولهولها بس هو مش عارف ممكن مين  و يستلم الهديه و معندوش استعداد حد يبوظ السيناريو اللي هو رسمه . هو متأكد انها آول ما هتشوف الهديه هتعرف أنها منه ،، أكيد هتعرف و تكلموا بعدها. يااه وحشوا يسمع صوتها و هي فرحانه ، نفسه يشوف رد فعلها لما تعرف إنه لسه فاكر كلامها و عملها اللي هي نفسها فيه ، أكيد هتفرح أوي

…………………………..

رن تليفون أدهم و هو بيكتب العنوان لصاحب المحل اللي هيبعت عليه الهديه و ظهر على وشه علامة استغراب فالاتصال كان من يمنى صاحبته  هو  و نها و دي كانت أول مره تكلموا من فتره طويله اوي، خرج من المحل ليرد على مكالمه استمرت ل ٥ دقائق ليرجع بعدها داخل المحل تاني ..

  • استاذ أدهم تحب نبعت كارت مع الهديه ؟
  • هاه ؟ 
  • خير يا ادهم باشا التليفون اللي جه لحضرتك خير إن شاء الله ؟
  • اه اه مفيش حاجه، هنبعت كارت ايه هاتلي كارت يكون مرسوم عليه ولد و بنت يكون حلو
  • اتفضل

كتب أدهم الكارت و سلمه لصاحب المحل و خرج و كأنه فجأه راح لعالم تاني . بعد خروجه و ركوبه عربيته كان صاحب المحل بيقفل الهديه قبل ما يبعتها و فتح الكارت ليعلقه في القفص لتقع عينيه على كلام مش متناسب تماما مع نوع الهديه و حماس الشخص اللي جايبها ..  باستغراب شديد قرأ جمله مكتوبه بخط مرتعش " مبروك الخطوبه السعيده " 


# سطور في سيناريو الحياة .. ساعات لما تكون في سيناريو مع حد و تلاقي مشاهدك بتقل تدريجيا لحد ما تختفي خالص مابتعترفش إن الحدوته خلصت كده جايز لأن طول عمرنا عارفين إن البطل لازم يكمل للنهايه حتى لو مواقفه قلت في النص أكيد هيرجع تاني ، و بتفضل أنت تسابق الصفحات عشان تلاقي اسمك تاني و بتكون اسوأ مخاوفك  أن ممكن النهايه  تكون مش سعيده و بتبدأ تحط حلول بديله و خطط لازاي هتغير الأحداث بعد ما ترجع للأحداث ، للأسف اسمك ما بيظهرش تاني مش عشان قاعدة إن البطل لازم يحضر النهايه غلط إنما لأنك عمرك ما كنت بطل السيناريو ده 


لقراءة باقي الأجزاء :

https://www.facebook.com/ibrahim.nagi.12?sk=notes

2

عيد ميلادك عيد ميلادي ٣


-كل سنة و أنت طيبه يا نها و عقبال مليون سنة و احنا سوى
- وأنت طيب يا محمود ربنا يخليك
- نها أنت عارفة أنا بقالي أد ايه بتحايل عليكي عشان تحديدي معاد أجي أكلم باباكي في موضوعنا ، أنا بدأت أحس انك بتهربي من الكلام في الموضوع ده. نها لو موضوع ارتباطنا تقيل أوي كده على قلبك بلاش منه خالص و نرجع صحاب زي الأول و خلاص

- محمود ممكن تبطل طريقتك دي أنت حتى مش مدي نفسك فرصة تفهم أنا عايزه إيه ولا بتحاول تتناقش معايا و تفهم أنا حاسه بإيه و كأن ارتباطنا ده لعبه أنت شبطان فيها و لو جيت أتكلم أو افهمك إني خايفة قبل ما أكمل الجمله تقوللي خلاص بلاش أحسن .. لو أنت شايف أنه أحسن يا محمود أعمل اللي أنت عايزه بس بجد أنت كل يوم بتثبتلي انك مش بتفكر غير بس اللي يريحك و كأني مش موجوده ولا من حقي أكون خايفة و انك تطمني

- اطمنك دي لما أبقى أنا السبب في الخوف اللي جواكي لكن أنت ارتباطك بأدهم و اللي حصل بينكم هو اللي خلاكي تبقى كده و أنا كفايه أوي إني تفهمت موضوع أدهم ده و قبلت إني اتحط في الوضع ده إني ارتبط بواحده نصها معايا و نصها مع ذكريات مشوهه كل موقف بنتحط فيه بتعودي تقارني بيني و بين سي أدهم ده و لولا إني بحبك و أنت عارفة ده كويس و عارفه إني بحبك كمان من أيام الجامعه أنا مكنتش كملت فموضوع مش أنا البطل لوحدي فيه يا نها ..
- افهمني بس يا اده.. يا محمود .....
- اهو يا ستي اتفضلي بقالنا 4 شهور بنتكلم و لسه بتغلطي في اسمي.. بصي يا نها أنا هديكي يومين تفكري و هستنى ردك ياإما تبلغيني بمعاد أكلم فيه والدك أو أنسي كل اللي بننا و نقفل الموضوع ده نهائي.. سلام

محمود محمد صلاح دكتور صيدلي خريج احدى الجامعات الخاصة والتي درست بها أيضا نها  و لكن في كلية حاسبات و معلومات ، من السنه التالته في الكليه و هو مهوس بها لدرجة أصبحت واضحه للجميع و لكن حين جاء يصارحها كانت هي هائمة في عشق أدهم عمر فصدته باحترام و أخبرته أنها تعتز بزملاته فقط و ظل حب محمود لها حبا من طرف واحد حتى علم بانفصالها عن أدهم و هنا اغتنم الفرصة و عاود القرب منها مستغلا ضعف أي فتاة في مثل تلك اللحظات و حاجتها لمن يلعب دور المسئول عنها و بعد 5 أشهر من الضغط على مشاعرها لانت نها أمام محمود لتخبره في مره من مرات إلحاحه عليها أنها أيضا معجبه به . بعد ان نطقت بها بلحظات أفاقت على عويل روحها تنعي حبها لأدهم هي لا تعرف كيف نطقتها لا تعرف كيف حل محمود ضيفا في هذا المكان الذي بات ملكا لأدهم طيلة السنوات الماضية و لكنها واظبت على تلقين نفسها أنه السبب في هذا و أنها ولابد ان تعيش حياتها من جديد ..

محمود إنسان ممتاز ، ذكي ، وسيم و ابن ناس . كمان هو إنسان تقليدي اتخرج و اشتغل في احدى شركات الأدويه العالميه من الآخر هو ماشي جنب الحيط و مش هيدخلها في قلق و خوف من المستقبل زي ما كانت بتحس مع أدهم اللي كان متخرج من طب و مصمم يعيش حياة واحد تاني بس برده حياة محمود ممله جدا أغلب الوقت مش بيلاقوا حاجة يقولوها في التليفون معندوش حاجة يحكيها فعلا تقليدي أوي بس أكيد كده أريح. محمود مختلف شويه عن أدهم لا كتير . أدهم كان بيفهم نها من غير ما تتكلم ديما كانت بتقوله أنا مش بحتاج أتكلم بحس انك فاهمني اكتر من نفسي قوللي أنت أنا حاسه ايه و الغريب ان كل مره كان بيوصف اللي جواها أحسن منها كانت ديما بتستغرب ازاي هو عقلاني جدا في شغله و معاها بتحس أنه عباره عن قلب بيحبها متشكل في صورة راجل . محمود مبيفهمهاش تقريبا ساعات بتوصل أنها تقوله الكلام مباشر ( أي بنت بتكره كده بالمناسبه ) و برده تحس أنه مش فاهمها جايز عشان لسه في الأول بس ماهو أدهم من أول يوم و هو كان فاهمها ، عامة مش دي الحاجة اللي تخليها توقف الموضوع محمود إنسان كويس جدا و أهلها أكيد هيحبوه .. محمود لسه مش قادر يعرف الحاجات اللي نها محتاجلها مش قادر يفهم أنها مش خايفة من الارتباط أنما هي خايفة من اختيارتها لأن بعد أدهم مبقاش عندها ثقة في نفسها و بعدين أدهم مبقاش موجود عشان يسندها لو غلطت هو ديما كان بيقولها اغلطي براحتك و أنا في ضهرك هصلح وراكي متخفيش .. أدهم عمره ما قفل خط التليفون الأول حتى لو متخانقين كان ديما يقولها لازم استنى لحد ما اتأكد انك خلاص مش محتجاني و قفلتي الخط ..

فاقت نها على كل الأفكار دي في عقلها و بدأت ترد على نفسها "بس هو وعدني أنه عمري ما هيسبني أخاف و إنه هيعرف ياخدني من أهلي مهما كان التمن و هو معملش ده مفكرش أن باختياراته اللي كلها مخاطره هيخسرني و أنا كان لازم أمشي عشان الحدوته كده كده كانت هتخلص أهلي عمرهم ما كانوا هيردوا باللي بيعمله حتى لو أنا واثقه في اختياراته و متأكده من حبه بس أنا كنت خلاص حاسه النهايه جايه كده كده و كان لازم أعمل كده.. هو السبب "

أنهت نها كلامها مع نفسها و مسكت موبايلها وكتبت رساله ،في الحقيقة حاولت اكتر من مرة أنها تتصل تقوله الكلام بس حسيت أنها مكسوفة من نفسها و أنها مش هتقدر و مش من حقها تقوله الكلام ده ..



أصدر الموبايل صوت وصول رساله. فتحها ليقرأ " أنا أسفه لو كنت زعلتك . محمود مستنينك يوم الخميس الجاي ان شاء الله بعد صلاة المغرب "

و لأول مرة من سنين بدلا من تكون رسالتها بمثابة حلم جديد لها و حبيبها أدهم يوم مولدها كانت تلك الرساله بمثابة النفخ في بوق الحياة لمحمود فها هو تتحقق أمنية حياته في نفس الوقت التي كانت نها تقيم داخلها مراسم تأبين حبها الذي مات سابقا و حان دفنه بإرسالها تلك الرسالة


# سطور في سيناريو الحياة .. الخوف هو الحاجة الوحيدة اللي ليها القدرة على تغيير أحداث أي سيناريو من غير احترام رغبة كاتب السيناريو بالعكس ساعات الخوف بيقرر أنه يخرج من الورق ليصبح هو الكاتب و يبدأ مع الوقت السيطرة على الأحداث .. المشكله ان الخوف في حقيقته خاين أول ما يحس ان نهاية الأحداث المشئومة اللي كتبها قربت بيهرب و يسيب صاحب السيناريو لوحده ولا هو عارف يرجع في الأحداث ولا حتى عارف يغير نتيجة خوفه # الخوف يقتل الأحلام
6

عيد ميلادك عيد ميلادي ٢


سلوى النشار درست ادارة الاعمال بالجامعة الالمانية و تشغل وظيفة مختصة موارد بشرية ببنك كريدي أجريكول منذ 5 أشهر .. سلوى هي بنت المستشار محمد النشار الذي يعد من أكبر عملاء البنك و بالتأكيد كان هو تذكرة دخولها تلك الوظيفة بالإضافة إلى جمالها الذي لا يختلف عليه اثنان و خفة دمها التي جعلتها من المقربين لكل العاملين و حلما يتمناه كل شاب يعمل في البنك .. لم يكن اهتمام الجميع بها يشغل بالها فهي و منذ اليوم الأول لها كمتدربة في البنك قد أيقنت أنها على موعد مع قصة غير عادية مع هذا الشاب الغامض الذي تدور حوله أغلب الأحاديث الجانبية قصة سيكون بطلها ادهم .. أدهم عمر مدير الموارد البشرية بالبنك ..

- اللي شاغل عقلك ؟ هاي سلوى روحتي فين ؟ سؤال أطلقته منى صديقة سلوى المقربة بعد مرور اكتر من نصف ساعة على وجودهم في سيلنترو المعادي و سلوى تبدو كمن يحفر في بئر من الأفكار

- هاه لأ مفيش .. تفتكري يا منى أدهم ممكن يكون حاسس بيا ؟
- ممم مش عارفة بس أكيد آه يعني مفيش راجل مبيحسش بإحساس ست ناحيته خصوصا لما نبقى عبيطة زيك كده و بتغرق في شبر ميه أول ما تشوفه بقى سلوى النشار اللي كان حلم كل واحد في الجامعه أنها تبصله بس تقع الوقعه دي ؟
- بطلي رخامه يا منى و بعدين مين قال إني واقعه و العبط ده الموضوع كله إني مرتحاله بس مش اكتر حاجة بتحصل لأي حد عادي يعني . عارفه يا منى ساعات بحس انه عارف كل حاجة و أنه كل ما يبقى جاي يكلمني يبقى عايز يقولي ان هو كمان معجب بيا .. بس هو برده بيعاملني بطريقة مختلفة بياخد باله من كل حاجه بحبها و بيحب حاجات كتيير زيي ، لما بيجي يعمل حاجة عارف إني بحبها بيأخذني معاه ، مش بيشد عليا في الشغل زي بقيت التيم كل حاجة مختلفة .. عارفة يا منى أنا أول مرة أحس كده أول مرة أحس إني بحب حبي ليه .. بحب أكون شايفاه مش عشان هو بيعمل حاجة لكن عشان هو مميز لمجرد أنه أدهم عشان كل حاجة فيه حلوه أوي .. طيب و شرير ، راجل و طفل ، حنين و قاسي .. تحسي أنه بيدي كل حاجة في نفس الوقت ..
- بس بس و تقوليلي مش واقعه دانتي غرقانه لآخرك فيه يا حبيبتي عامة هو أصلا يطول أنه يحب واحده زيك يابنتي .. اتقلي أنت بس شويه
- ههههه هتقل حاضر بقولك ايه يللا بينا نقوم يدوبك أروح أجهز عشان هعدي على أدهم أجيبه معايا .. متنسيش معادنا الساعة 8 في بينوس شارع 9
- يابنتي خلاص زهقتيني بعيد الميلاد ده حفظت والله خلاص ..

غادرت سلوى و لا يشغل بالها سوى سؤال واحد : هل تصرفها كان صح ولا لأ؟
...........................

- دكتور أدهم في واحد ساب لحضرتك الورد و الكيس ده و مقلش من مين
- شكرا يا عم أحمد

أخذ أدهم الكيس و الورد من حارس العمارة و كل تفكيره اثناء صعوده و حتى دخل شقته في مين ممكن يكون بعتله الحاجة دي ؟ فجأة حس بدقات قلبه و كأنها بتنبهه لحاجة .. معقول ممكن تكون نها هي اللي بعتيتلي الحاجة دي ؟ و في عز تفكيره لمح في الورد ورقه صغيره .. مد إيديه يسحب الورقة و هو مليان حيرة و خوف و هو مش عارف إذا كان نفسه يطلع منها ولا لأ .. فتح الورقة ليجد داخلها 4 كلمات " لأنك سر الحياة بحبك " 4 كلمات كانت كافيه لقلب أحاسيسه أكثر و أكثر و تجعله يسرح ثانية خلف ذكرياته 4 كلمات حطمت داخله كل الجدران التي بناها أمام قلبه ليخفي ضعفه عن الناس حتى انتبه للعلبه داخل الكيس كان واضح أنها علبه لساعة فاخرجها و فتحها ليجد داخلها ساعة ماركة فوسيل من الجلد الأسود .. لابد ان من اختار تلك الساعه له ذوق رفيع كما أنه يفهم أدهم جيدا و يدرك ما الذي سيعجبه .. ارتدى أدهم الساعة ليحكم عليها في يده ثم اخرج من الكيس الكارت المصاحب للعلبه ليجد فيه تلك الكلمات


" كل سنة و أنت أنت ماهو مفيش أجمل من كده أصلا .. أنا عايزه أقولك إني عارفة انك لسه بتحبها و انك مش هتعرف تشوف غيرها بس أنا كفايه عندي إني أكون مميزة بالنسبة لك عن غيري حتى لو الميزة دي انك سمحتلي إني أحبك كفايه عليا

اه أنا أسفه ان الهديه جت متأخرة 9 أيام و على فكرة أنا ضبطلك الساعة بس خليت التاريخ 1-12 يمكن السنه الجايه نحتفل بعيد ميلادك و احنا سوى ساعتها مش هبقى عايزة افتكر ان أول عيد ميلاد بنا كان يوم عيد ميلادها .. بحبك لأنك أنت "



#سطور في سيناريو الحياة .. لما تصادف ونبقى في سيناريو حد تاني .. ساعات بنفهم الكلام زي مانفسنا نفهموا .. كل سطر بنقراه مع انه بعيد عن احلامنا بنحاول نحوروا و نخليه ماشي مع خيالنا .. بنتفاجئ في اخر الفصل إن النهاية مش زي ما كان نفسنا فيها خالص .. وفي محاولة أخيرة لانقاذ احلامنا بنجيب الفصل من اوله عشان نثبت للي حوالنا إن كان في دلايل و كلام كتير في وسط الفصل تثبت إننا مكناش بنتخيل أو كنا عايشين في الوهم .. # مفاجأة بنوصل لاخر الفصل تاني و مفيش كلمة واحدة تبين إننا كننا صح .. #وهم # حب في سيناريو غري



عيد ميلادك عيد ميلادي


-ادهم كل سنة وانت طيب يا بوص و عقبال مليون سنة متنساش بقى النهارده هنتجمع كلنا في بينوس شارع ٩ هعادي عليك على ٨ و نروح سوى .. ديل ؟
- وأنت طيبة يا سلوى ربنا يخليكي .. اشطه هستناكي و اريح برده لحسن انت عرفاني بكره السواقه في المعادي اوي

ادهم عمر شاب في ال٢٦ من عمره خريج كلية الطب و بعد تخرجه قرر ترك مجال الطب ليدرس الإدارة و دلوقتي مدير موارد بشرية ببنك كريدي اجريكول بالرغم من صغر سنه و انه مكملش سنتين فالبنك الا ان ذكائه و مرحه اللي بيملى بيهم البنك خلوه يبقى قريب من كل الموظفين و المديرين و اصبح الطفل المدلل في البنك .. النهارده ١٠-١٢ عيد ميلاد ادهم

محمد ( صاحب ادهم من زمان و هو اللي جابله الوظيفه و هو زميله في نفس المكتب) : كل سنه و انت طيب يا صاحبي مع اني عارف ان اكيد السنه دي انت مش مبسوط زي كل سنه
ادهم: و انت طيب يا حبيبي بس ليه بتقول كده ؟
- يعني عشان كان بقالنا كتيير كل سنه بنحتفل بعيد ميلادك انت ونها مع بعض و كده
- هههههه يابني موضوع نهى ده اتقفل من زمان ده فات عليه يابني حوالي سنه و اهو اديني هجرب بعد ٥ سنين احتفل بعيد ميلادي لوحدي مش كفايه كانت مشركاني في كل حاجه ٥ سنين حته عيد ميلادنا كان في يوم واحد دي حاجة تزهق حته يا أخي
- يعني انت عايز تقوللي انك خلاص نسيت قصتكم و اللي كان ما بينكم بعد كل ده يا ادهم؟
- بص مش قصة نسيت بس خلاص محدش بياخد اكتر من نصيبه و هي اللي اختارت يا محمد و فضلت تمشي ورا كلام الناس و تخيلت انها كده بتحمي نفسها و انا حاولت كتيير على ايدك اني اطمنها و افهمها ان الدنيا لسه ادامنا طويله و هي اخدت قرارها و خلاص .. عارف يا محمد انا امتى اخدت قرار اني لازم اقفل الموضوع زيها؟
- مممم امتى لما قالتلك انا خلاص مش عايزاك صح؟
- لأ لما سألتها انتي لسه بتحلمي اني اكون ابو ولادك و لقيتها سكتت .. عارف زمان كنت اول ماسألها السؤال ده تلحقني في الإجابه و تقوللي لأ بحلم اكون ام ولادك .. عارف يا محمد في اسئله كده لو اتأخرت في الرد عليها حتى لو رديت في الاخر نفس الرد بتاع كل مره بتبقى خلاص حاجه جوه اللي قدامك ماتت .. الحاجه دي هي إيمانه بحبك ليه .. عشان كده انا يومها مات إحساسي بالأمان ناحية مشاعر نها و كان لازم انساها
- ايه ياعم الصعبانيات دي ده النهارده عيد ميلادك يا أخي و بعدين بقولك ايه انت لازم تفرح انك طلعت صح في الاخر اديك شغال في بنك في وظيفة يحلم بيها مليون واحد و لو كنت كملت في الطب كان زمانك بقيت ايه يعني؟ بص يابني اللي بيحب حد بيقف جنبه في كل قراراته سيبك هي اللي خسرانه يابني وعمرها ماهتلاقي حد يحبها زيك
- خسرانه بقى ولا لأ ربنا يكتبلها أحسن حاجة في الدنيا. يللا هاوينا بقى خليني اخلص اللي في ايدي و اخلع هشوفك بليل اكيد صح ؟
- اه يا سيدي بس انا محدش هيعدي عليا ياخدني ؛) والله يابني سلوى دي خسارة فيك انا عارف ميته عليك كده ليه
- يا عم بطل هبل ميته ايه و بتاع ايه بس
- ماشي يا عم التقيل يللا سلام
-سلام
اول ما خرج محمد من المكتب فتح ادهم درج مكتبه ليخرج كشكوله الصغير و اخذ يفر في ورقه حتى وصل لورقه بيضاء ثم كتب :

" ١٠-١٢
كل سنة و انت طيبه يا نها يا حبيبتي ، مع اني زعلان منك انك مقلتليش في عيد ميلادي كل سنة و أنا طيب ، عارفة يا نها مع انه فات على فراقنا سنه بس انا مقدرتش اقول لحد ان انا عيد ميلادي يوم ١-١٢ مش ١٠-١٢ يمكن عشان كننا على طول بنحتفل بيه سوى يوم عيد ميلادك او يمكن عشان دي الحاجة الوحيده اللي فضلالي منك مش عارف .. قوليلي هتقضي عيد ميلادك فين ؟ سلوى هي اللي عملالي عيد الميلاد ده انا عارف انها معجبه بيه بس انا كل ما أحاول بس افكر في الموضوع بحس اني بخونك بتصعب عليا اوي سلوى بس اعمل ايه بقى محدش يبقى بيحب واحده زيك و ممكن يشوف غيرك .. اه صحيح انا اسف عالكلام اللي قلته لمحمد ده بس كان لازم ابين اني خلاص مش فارق معايا عشان ميعودش يقنعني بقى انساكي و الكلام ده انا كفايه عليا تبقي عارفه اني بحبك وهفضل احبك طول عمري ..
نها خللي بالك من نفسك ومهما فاتت الأيام عايزك تعرفي ان فيه واحد عايش بيحلم بس انه يكون معاكي ثانيه واحده قبل ما يموت .. بحبك اوي
كل سنه وأنت طيبه يا أم عمر
حبيبك أدهم "

قفل ادهم كشكوله و حطه في درج مكتبه وهو عارف ان كلامه محكوم عليه انه يتكتب لكن ميتقراش و قام روح في انتظار الاحتفال بعيد ميلاده في يوم ميلادها


#سطور في سيناريو الحياة ..كل واحد من الطرفين في علاقة حب انتهت بيبقى متخيل نفسه كان في سيناريو غريب مش بتاعه .. بيحس أنه كان مجبر على مشهد النهاية اللي هو مش عايزه .. كل واحد بيبقى متخيل إن التاني هو اللي طلعه من سيناريو حياته .. كل واحد بيفر في الورق الأبيض اللي بعد كلمة النهاية نفسه يلاقي اسم حبيبه في مشهد جديد حتى لو مشهد نهاية تاني .. # سيناريو بقلم الفراق

الجمعة، 22 مارس 2013

أوهام الحب لا تسمع صوت القدر


ملحوظة : كل ما هو مكتوب في السطور القادمة لا ينطبق سوى على أيامك بعد فراق من ظننته يوما حبيبك

نعيش قصص في حياتنا نطلق عليها حينها قصص الحب متخيليين أننا قد بلغنا حد الكمال. الكمال في كل شئ الأحاسيس, المواقف , الكلمات و الأهم كمال الاكتفاء, حين نحب نتخيل أننا في غنى عن كل الناس و الأشياء و أننا نكتفي من الحياة بهذا الشخص الذي يقاسمنا الحياة.نبدأ في رسم الغد معه,نرسم و نلون ولا نعطي بالا بأننا نرسم أحلامنا معه فوق صفحات مرسومة من قبل.لا ادري هل حين نرسم فوق صفحات القدر أندرك وجود رسمة مسبقة و نصر نحن على الرسم فوقها أم ان خدعة الكمال تصور لنا أننا بالقوة الكافية لنرسم أحلامنا الجديدة فوق رسومات القدر و اننا قادرون على محو تلك الرسومات القديمة.في كلتا الحاتين نتسم حينها بالغباء فنحن من شدة إيماننا بكمال الأيام القادمة مع من نعيش نثقل خطوطنا و أحبار أقلامنا ونحن نرسم على تلك الصفحات ونصل لمرحلة من الغرور بأننا لا ننظر لرسوماتنابعد إنهائها لإيماننا بأنها لا سبيل إلا ان تكون جميلة. نقلب صفحة وراء صفحة متخيلين أننا نترك في كل منها أجمل الأحلام.

يشغل بالي كثيرا سؤال عجيب: هل الأصم يدرك ماذا يفتقد؟ بالتاكيد هو يعلم انه ينقصه أداة من أدوات فهم الناس ولكن هل يدرك أن هذه الأداه هي الصوت, هل يعي أن حركة الشفاه التي يراها لها بعد اخر غير حركة الشفاه و هي البعد السمعي.. اعتقد أن أعظم درجات إدراكه قد تصل به لفهم مغزى الصوت ولكن يستحيل أن يتخيل ماهيته فهو لم يخض تلك التجربه ليتخيلها.هكذا هي أحلامنا أحيانا لا ندرك ماهيتها كالأصم.

أحداث الغد لن تتغير فقد خلقنا الله ومعنا صحيفة أعمالنا لا يعلمها إلا إياه و حجبت عننا نحن حتى لا نبلغ حد الكمال بمعرفة الغيب.. إذن فنحن حين نحلم كل ما نفعله هو تخيل الغد المعلوم عند الله والذي لا نعرفه.. ندرك أن هناك غد و لكن لا ندرك ماهية مواقفه لذلك قمة الغباء أن نوثق أوهامنا ونتخيلها أحلاما و نجعلها مرجع لنا في الحياة دون القدر و كيف لك أن ترسم أحلامك فوق صفحات القدر و تتخيل أن رسمك سيكون أجمل من غد الله ؟

بعد الفراق تنهار كل نظرياتك بما فيها نظرية الكمال التي توهمتها لتفاجا أن حبك بالرغم من كل إيمانك به و لكنك لم تملك يوما القدرة الكافيه لتامينه ضد الانهيار. تبدأ في تصفح دفتر أحلامك لتراجع رسومات وهمك التي كنت ترسمها مع مفارقك لعلك تجد الملاذ لإنقاذ أحلامك فتلك الصفحات من المفترض أنها تحوي احداث الأيام التي تعيشها الان والتي عشت سابقا ترسم فيها لتفاجا بصفحات مشوهه عباره عن خطوط قاسية فوق رسومات مبدعة. تجد نفسك تائها في كل صفحة لا تستطيع فهم الرسمة الأصلية التي شوهتها بخطوطك ولا حتى تستطيع تذكر إلى ما ترمز تلك الخطوط الحمقاء. كل ما تراه هو صفحات قبيحة مشوهه و غير مفهومة.

تدرك أنت في هذه اللحظة أنك لم تخالف القدر لحظة واحده. انت تعيش الان أياما مشوهه بعد الفراق تماما كالصفحات التى تراها أمامك الان ليست كمثل الرسومات التي تخيلت أنك ترسمها حينما كنت تتوهم الأحلام . لست أنت أكثر من أداه يستخدمها القدر ليصنع أيامك,لست أكثر من قلم في يد القدر يستخدمك كما يشاء.. هكذا هي الحياة فلا تصنع من نفسك أصما واهما لا يسمع صوت القدر.

#سطور في سيناريو الحياة.. ليس الحب أنك تتخيل غدا يعاكس كل معطيات اليوم فصفحات حياتك الحقيقية تسير في تسلسل المعطيات شئت أنت أم أبيت حتى و إن جئت بألف قلم لتغير الأحداث لن تغيرها و لكن ستوهم نفسك أنك تفعل لتصحو يوما وحيدا في أياما مشوهه بفعل أوهامك

بين الأحلام و الذكريات # هلوسة


الخميس، 7 فبراير 2013

من وراء نافذة في الميدان


مشهد من وراء نافذة في جانب الميدان :فتاة جميلة في منتصف العمر تدخل الميدان من الشارع الضيق, ملامحها توحي بأنها لا تعرف المكان الذي دخلته لتوها,مليئة بالخوف يبدو انه خوف التائه,مؤكد انها لم تدرك حينها ما جلبته لنفسها عندما ساقها سبيلها إلى الميدان. حقيقة كنت أقدر خوفها فبالرغم من إني من سكان الميدان منذ فترة بعيدة الا انني في السنتين الماضيتن بدأت أرهب اشكال القانطين فيه,بدأ هذا مع وصول عائلة البديعيين لم يعرف سكان الميدان حينها من أين أتوا ولكنهم لم يكونوا مريحين على أي حال نظراتهم فيها مزيج من اللؤم والتخوين والخوف يجعلك غير مرتاح في حضرتهم.بعد فترة اعتدنا وجودهم في حياتنا ولكن بالرغم من هذا كان أهل الميدان يتحاشوا الاحتكاك بهم في معاملات أو تجارة حيث انهم قد أثيرت حولهم من أول أيام وجودهم شائعات أنهم يخنثون عهودهم و اتفاقاتهم زيد على ذلك تعاملاتهم المريبة مع أبناء عائلة بركة الهليبة الذين عشنا طيلة عمرنا نكره بلطجتهم و سطوتهم على حكم الميدان حتى أننا و قبل وصول البديعيين كنا قد طردناهم من الميدان.


مشهد نهاية مكرر :
جلست الفتاة على رصيف الميدان المواجه لمنزل الريس رسمي تنتظره فقد أخبرها البائع المتجول الذي سألته عن كبير الميدان أن الريس يخرج مع طلوع الشمس, أخبرها أيضا أنه رجل طيب و تقي و لكنه ضعيف الشخصية إلى حد كبير و أنه ستار لحكم كبير البديعيين جودت الطاير المعروف بسطوته و جبروته.. أثناء جلوسها شعرت بأقدام تقترب منها من الخلف, مزيج من الرعب و الخوف شلا حركتها حتى أنها لم تجروأ على الحركة من مكانها. في اللحظة اللاحقة بدأت تشعر بايد غليظة تلمسها من الخلف بعد لحظات مرت عليها كسنين أبديه بدات تشعر بتكاثر الأيادي التى تلامسها , أيادي تعامل كل منطقة في جسدها بخشونة و غلظة شديدة مليئة بالشهوة المريضة.. بعد دقائق كانت الايادي الغاشمة تخترق ملابسها لتصل إلى جسمها الضئيل المستتر داخل تلك الملابس البسيطة الملونة بالأحمر و الأسود.
الان أدركت أين هي.. الان ادركت اللعنة التي جلبتها لنفسها.. نعم انها في ميدان الأحلام الميتة. كثيرا ما سمعت عن هذا الميدان المشئوم و السبيل الذي يلقاه كل غريب يدخله من تعذيب و اغتصاب بأبشع الطرق حتى الموت. سمعت كثيرا عن أهل الميدان الذين يختلفون في كل شئ بل انهم يتحاربون على اتفه الأسباب ولكن حينما تكون هناك فريسة يتفقون في شئ واحد فقط و هو عشقهم لشهوة التعذيب.. لا يعرف أحد هل ساديتهم تجعلهم يتناسون اختلافهم ليتلذذوا بتعذيب فريستهم أم ان اختلافهم يجعلهم يتبارزون في إظهار مهارتهم في الفتك بها. كل هذا لا يهم الان كل ماكانت تشعر به هو الأصابع الغليظة التي تفتك بها و بعذريتها, بالايادي التي تعبث بجسدها النحيل. النهاية بدأت في الظهور امام عينيها.. أصبح الموت حلما تحلمه ليرحمها من قلة حيلتها و إحساسها بالقهر أمام تلك الأصابع التي تفتك بها.. تتمنى أن تموت عذراء لتحافظ على شرف أهلها فهم لن يفهموا أبدا ان هم وجدوها ميتة في الصباح أنها فقدت شرفها في طريق بحثها عنهم.. كل ما يدور داخلها بجانب الام الايدي التي تغتصب حرمتها انها ستموت ولم تودع امها و ابيها لم تخبرهما انها تحبهما وانها كانت تبحث عنهما.الان ويوم أن يجدوها ستكون قد رحلت و معها شرفهم. تكاثرت الايادي وبدات روحها في الهروب و بدا الخوف يجتاح كل أنحائها و بدأت أحلامها في الاستسلام لاغتصاب الغدر..الان الموت يقترب..الان نهايتها حانت.. و قبل ان تفارقها أحلامها و في محاولة أخيرة حملت كل تشبثها بالحياة أخذت عيناها تبحث حولها عن أي عين تستنجد بها ضعفها و قلة حيلتها ولكن رجال الميدان لا يعرفون سوى الخنوع في حضرة تلك الأيادي الغادرة. كانت كلما علقت عيناها بعين هربت منها في مذله و انكسار. حتى لمحته واقفا في عزة – او هكذا حسبته- خلف النافذه في المنزل أمامها. لابد أنه هو الريس رسمي هذا هو منزله كما أخبروها وهاهو يقف خلف نافذته وحتما سيخرج الان لينقذها من هذا الاعتداء الغادر.

ما أن أدرك هو أنها قد رأته حتى هرب سريعا من لقاء الأعين من نظرة العتاب و الاستنجاد به ليحمي عرضها. نظر في الأرض في خنوع و مهانة فهو يدرك جيدا أنه كبير الميدان برضا جودت و أهل بديع وهؤلاء المغتصبين وإن عاندهم فلابد انهم سيقتلوه أيضا.


اغلق ستار نافذته في هدوء و حسرة كان غلقها كمن يقطع حبل رفيع يربط رجولته بحياتها .. جلس خلف الستار يسمع صوت أنفاسها الأخيرة..أنفاس لأحلام هُتكت في ميدان هو كبيره.. ماتت الأحلام البريئة و طلع صباح جديد تعلوه شمس تلعن ذل ميدان مجبرة هي على إضائته بكل خسته و ذله.