السبت، 25 مايو 2013

عيد ميلادك عيد ميلادي ٣


-كل سنة و أنت طيبه يا نها و عقبال مليون سنة و احنا سوى
- وأنت طيب يا محمود ربنا يخليك
- نها أنت عارفة أنا بقالي أد ايه بتحايل عليكي عشان تحديدي معاد أجي أكلم باباكي في موضوعنا ، أنا بدأت أحس انك بتهربي من الكلام في الموضوع ده. نها لو موضوع ارتباطنا تقيل أوي كده على قلبك بلاش منه خالص و نرجع صحاب زي الأول و خلاص

- محمود ممكن تبطل طريقتك دي أنت حتى مش مدي نفسك فرصة تفهم أنا عايزه إيه ولا بتحاول تتناقش معايا و تفهم أنا حاسه بإيه و كأن ارتباطنا ده لعبه أنت شبطان فيها و لو جيت أتكلم أو افهمك إني خايفة قبل ما أكمل الجمله تقوللي خلاص بلاش أحسن .. لو أنت شايف أنه أحسن يا محمود أعمل اللي أنت عايزه بس بجد أنت كل يوم بتثبتلي انك مش بتفكر غير بس اللي يريحك و كأني مش موجوده ولا من حقي أكون خايفة و انك تطمني

- اطمنك دي لما أبقى أنا السبب في الخوف اللي جواكي لكن أنت ارتباطك بأدهم و اللي حصل بينكم هو اللي خلاكي تبقى كده و أنا كفايه أوي إني تفهمت موضوع أدهم ده و قبلت إني اتحط في الوضع ده إني ارتبط بواحده نصها معايا و نصها مع ذكريات مشوهه كل موقف بنتحط فيه بتعودي تقارني بيني و بين سي أدهم ده و لولا إني بحبك و أنت عارفة ده كويس و عارفه إني بحبك كمان من أيام الجامعه أنا مكنتش كملت فموضوع مش أنا البطل لوحدي فيه يا نها ..
- افهمني بس يا اده.. يا محمود .....
- اهو يا ستي اتفضلي بقالنا 4 شهور بنتكلم و لسه بتغلطي في اسمي.. بصي يا نها أنا هديكي يومين تفكري و هستنى ردك ياإما تبلغيني بمعاد أكلم فيه والدك أو أنسي كل اللي بننا و نقفل الموضوع ده نهائي.. سلام

محمود محمد صلاح دكتور صيدلي خريج احدى الجامعات الخاصة والتي درست بها أيضا نها  و لكن في كلية حاسبات و معلومات ، من السنه التالته في الكليه و هو مهوس بها لدرجة أصبحت واضحه للجميع و لكن حين جاء يصارحها كانت هي هائمة في عشق أدهم عمر فصدته باحترام و أخبرته أنها تعتز بزملاته فقط و ظل حب محمود لها حبا من طرف واحد حتى علم بانفصالها عن أدهم و هنا اغتنم الفرصة و عاود القرب منها مستغلا ضعف أي فتاة في مثل تلك اللحظات و حاجتها لمن يلعب دور المسئول عنها و بعد 5 أشهر من الضغط على مشاعرها لانت نها أمام محمود لتخبره في مره من مرات إلحاحه عليها أنها أيضا معجبه به . بعد ان نطقت بها بلحظات أفاقت على عويل روحها تنعي حبها لأدهم هي لا تعرف كيف نطقتها لا تعرف كيف حل محمود ضيفا في هذا المكان الذي بات ملكا لأدهم طيلة السنوات الماضية و لكنها واظبت على تلقين نفسها أنه السبب في هذا و أنها ولابد ان تعيش حياتها من جديد ..

محمود إنسان ممتاز ، ذكي ، وسيم و ابن ناس . كمان هو إنسان تقليدي اتخرج و اشتغل في احدى شركات الأدويه العالميه من الآخر هو ماشي جنب الحيط و مش هيدخلها في قلق و خوف من المستقبل زي ما كانت بتحس مع أدهم اللي كان متخرج من طب و مصمم يعيش حياة واحد تاني بس برده حياة محمود ممله جدا أغلب الوقت مش بيلاقوا حاجة يقولوها في التليفون معندوش حاجة يحكيها فعلا تقليدي أوي بس أكيد كده أريح. محمود مختلف شويه عن أدهم لا كتير . أدهم كان بيفهم نها من غير ما تتكلم ديما كانت بتقوله أنا مش بحتاج أتكلم بحس انك فاهمني اكتر من نفسي قوللي أنت أنا حاسه ايه و الغريب ان كل مره كان بيوصف اللي جواها أحسن منها كانت ديما بتستغرب ازاي هو عقلاني جدا في شغله و معاها بتحس أنه عباره عن قلب بيحبها متشكل في صورة راجل . محمود مبيفهمهاش تقريبا ساعات بتوصل أنها تقوله الكلام مباشر ( أي بنت بتكره كده بالمناسبه ) و برده تحس أنه مش فاهمها جايز عشان لسه في الأول بس ماهو أدهم من أول يوم و هو كان فاهمها ، عامة مش دي الحاجة اللي تخليها توقف الموضوع محمود إنسان كويس جدا و أهلها أكيد هيحبوه .. محمود لسه مش قادر يعرف الحاجات اللي نها محتاجلها مش قادر يفهم أنها مش خايفة من الارتباط أنما هي خايفة من اختيارتها لأن بعد أدهم مبقاش عندها ثقة في نفسها و بعدين أدهم مبقاش موجود عشان يسندها لو غلطت هو ديما كان بيقولها اغلطي براحتك و أنا في ضهرك هصلح وراكي متخفيش .. أدهم عمره ما قفل خط التليفون الأول حتى لو متخانقين كان ديما يقولها لازم استنى لحد ما اتأكد انك خلاص مش محتجاني و قفلتي الخط ..

فاقت نها على كل الأفكار دي في عقلها و بدأت ترد على نفسها "بس هو وعدني أنه عمري ما هيسبني أخاف و إنه هيعرف ياخدني من أهلي مهما كان التمن و هو معملش ده مفكرش أن باختياراته اللي كلها مخاطره هيخسرني و أنا كان لازم أمشي عشان الحدوته كده كده كانت هتخلص أهلي عمرهم ما كانوا هيردوا باللي بيعمله حتى لو أنا واثقه في اختياراته و متأكده من حبه بس أنا كنت خلاص حاسه النهايه جايه كده كده و كان لازم أعمل كده.. هو السبب "

أنهت نها كلامها مع نفسها و مسكت موبايلها وكتبت رساله ،في الحقيقة حاولت اكتر من مرة أنها تتصل تقوله الكلام بس حسيت أنها مكسوفة من نفسها و أنها مش هتقدر و مش من حقها تقوله الكلام ده ..



أصدر الموبايل صوت وصول رساله. فتحها ليقرأ " أنا أسفه لو كنت زعلتك . محمود مستنينك يوم الخميس الجاي ان شاء الله بعد صلاة المغرب "

و لأول مرة من سنين بدلا من تكون رسالتها بمثابة حلم جديد لها و حبيبها أدهم يوم مولدها كانت تلك الرساله بمثابة النفخ في بوق الحياة لمحمود فها هو تتحقق أمنية حياته في نفس الوقت التي كانت نها تقيم داخلها مراسم تأبين حبها الذي مات سابقا و حان دفنه بإرسالها تلك الرسالة


# سطور في سيناريو الحياة .. الخوف هو الحاجة الوحيدة اللي ليها القدرة على تغيير أحداث أي سيناريو من غير احترام رغبة كاتب السيناريو بالعكس ساعات الخوف بيقرر أنه يخرج من الورق ليصبح هو الكاتب و يبدأ مع الوقت السيطرة على الأحداث .. المشكله ان الخوف في حقيقته خاين أول ما يحس ان نهاية الأحداث المشئومة اللي كتبها قربت بيهرب و يسيب صاحب السيناريو لوحده ولا هو عارف يرجع في الأحداث ولا حتى عارف يغير نتيجة خوفه # الخوف يقتل الأحلام
6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق