الخميس، 7 فبراير 2013

من وراء نافذة في الميدان


مشهد من وراء نافذة في جانب الميدان :فتاة جميلة في منتصف العمر تدخل الميدان من الشارع الضيق, ملامحها توحي بأنها لا تعرف المكان الذي دخلته لتوها,مليئة بالخوف يبدو انه خوف التائه,مؤكد انها لم تدرك حينها ما جلبته لنفسها عندما ساقها سبيلها إلى الميدان. حقيقة كنت أقدر خوفها فبالرغم من إني من سكان الميدان منذ فترة بعيدة الا انني في السنتين الماضيتن بدأت أرهب اشكال القانطين فيه,بدأ هذا مع وصول عائلة البديعيين لم يعرف سكان الميدان حينها من أين أتوا ولكنهم لم يكونوا مريحين على أي حال نظراتهم فيها مزيج من اللؤم والتخوين والخوف يجعلك غير مرتاح في حضرتهم.بعد فترة اعتدنا وجودهم في حياتنا ولكن بالرغم من هذا كان أهل الميدان يتحاشوا الاحتكاك بهم في معاملات أو تجارة حيث انهم قد أثيرت حولهم من أول أيام وجودهم شائعات أنهم يخنثون عهودهم و اتفاقاتهم زيد على ذلك تعاملاتهم المريبة مع أبناء عائلة بركة الهليبة الذين عشنا طيلة عمرنا نكره بلطجتهم و سطوتهم على حكم الميدان حتى أننا و قبل وصول البديعيين كنا قد طردناهم من الميدان.


مشهد نهاية مكرر :
جلست الفتاة على رصيف الميدان المواجه لمنزل الريس رسمي تنتظره فقد أخبرها البائع المتجول الذي سألته عن كبير الميدان أن الريس يخرج مع طلوع الشمس, أخبرها أيضا أنه رجل طيب و تقي و لكنه ضعيف الشخصية إلى حد كبير و أنه ستار لحكم كبير البديعيين جودت الطاير المعروف بسطوته و جبروته.. أثناء جلوسها شعرت بأقدام تقترب منها من الخلف, مزيج من الرعب و الخوف شلا حركتها حتى أنها لم تجروأ على الحركة من مكانها. في اللحظة اللاحقة بدأت تشعر بايد غليظة تلمسها من الخلف بعد لحظات مرت عليها كسنين أبديه بدات تشعر بتكاثر الأيادي التى تلامسها , أيادي تعامل كل منطقة في جسدها بخشونة و غلظة شديدة مليئة بالشهوة المريضة.. بعد دقائق كانت الايادي الغاشمة تخترق ملابسها لتصل إلى جسمها الضئيل المستتر داخل تلك الملابس البسيطة الملونة بالأحمر و الأسود.
الان أدركت أين هي.. الان ادركت اللعنة التي جلبتها لنفسها.. نعم انها في ميدان الأحلام الميتة. كثيرا ما سمعت عن هذا الميدان المشئوم و السبيل الذي يلقاه كل غريب يدخله من تعذيب و اغتصاب بأبشع الطرق حتى الموت. سمعت كثيرا عن أهل الميدان الذين يختلفون في كل شئ بل انهم يتحاربون على اتفه الأسباب ولكن حينما تكون هناك فريسة يتفقون في شئ واحد فقط و هو عشقهم لشهوة التعذيب.. لا يعرف أحد هل ساديتهم تجعلهم يتناسون اختلافهم ليتلذذوا بتعذيب فريستهم أم ان اختلافهم يجعلهم يتبارزون في إظهار مهارتهم في الفتك بها. كل هذا لا يهم الان كل ماكانت تشعر به هو الأصابع الغليظة التي تفتك بها و بعذريتها, بالايادي التي تعبث بجسدها النحيل. النهاية بدأت في الظهور امام عينيها.. أصبح الموت حلما تحلمه ليرحمها من قلة حيلتها و إحساسها بالقهر أمام تلك الأصابع التي تفتك بها.. تتمنى أن تموت عذراء لتحافظ على شرف أهلها فهم لن يفهموا أبدا ان هم وجدوها ميتة في الصباح أنها فقدت شرفها في طريق بحثها عنهم.. كل ما يدور داخلها بجانب الام الايدي التي تغتصب حرمتها انها ستموت ولم تودع امها و ابيها لم تخبرهما انها تحبهما وانها كانت تبحث عنهما.الان ويوم أن يجدوها ستكون قد رحلت و معها شرفهم. تكاثرت الايادي وبدات روحها في الهروب و بدا الخوف يجتاح كل أنحائها و بدأت أحلامها في الاستسلام لاغتصاب الغدر..الان الموت يقترب..الان نهايتها حانت.. و قبل ان تفارقها أحلامها و في محاولة أخيرة حملت كل تشبثها بالحياة أخذت عيناها تبحث حولها عن أي عين تستنجد بها ضعفها و قلة حيلتها ولكن رجال الميدان لا يعرفون سوى الخنوع في حضرة تلك الأيادي الغادرة. كانت كلما علقت عيناها بعين هربت منها في مذله و انكسار. حتى لمحته واقفا في عزة – او هكذا حسبته- خلف النافذه في المنزل أمامها. لابد أنه هو الريس رسمي هذا هو منزله كما أخبروها وهاهو يقف خلف نافذته وحتما سيخرج الان لينقذها من هذا الاعتداء الغادر.

ما أن أدرك هو أنها قد رأته حتى هرب سريعا من لقاء الأعين من نظرة العتاب و الاستنجاد به ليحمي عرضها. نظر في الأرض في خنوع و مهانة فهو يدرك جيدا أنه كبير الميدان برضا جودت و أهل بديع وهؤلاء المغتصبين وإن عاندهم فلابد انهم سيقتلوه أيضا.


اغلق ستار نافذته في هدوء و حسرة كان غلقها كمن يقطع حبل رفيع يربط رجولته بحياتها .. جلس خلف الستار يسمع صوت أنفاسها الأخيرة..أنفاس لأحلام هُتكت في ميدان هو كبيره.. ماتت الأحلام البريئة و طلع صباح جديد تعلوه شمس تلعن ذل ميدان مجبرة هي على إضائته بكل خسته و ذله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق