الخميس، 11 أكتوبر 2012

مسلمات الأحلام ... تقتل الأحلام

بكره المسلمات .. مقصدش هنا المسلمات الحياتية زي ( اشتغل بشهادتك عشان ما تفشلش و الحاجات دي ) لأن أنا اصلا مش بعترف بالمسلمات دي و مقتنع جدا إن كل واحد ليه مسلماته اللي بيخلقها لنفسه حسب قدراته و إن أي كلمة مسلمات يقولها و هو بيبرر فشله في حاجة معينة مابتكونش إلا شماعة بيعلق عليها ضعفه و استسلامه ..

أنا بتكلم عن مسلمات الأحلام .. لما بيبقى في حاجة معينة  نفسك توصلها و مش عارف بتجيب ورقة و قلم و تقوم راسم في نصها نقطة كبيرة بالقلم و بعدين تبص بعيد وتتخيل كل الحلول للنقطة دي , بتلاقي نفسك عمال تشخبط بقلمك حوالين النقطة دي شخبطة على شكل دواير واسعة غير متساوية و كتيرة أوي حتى انها بتبقى اتقل في اللون من النقطة اللي رسمتها  .. الدواير دي بتعبر عن كل الطرق والأفكار اللي بتحمي بيها النقطة اللي رسمتها جواها .. لما تخلص تفكير و تبص على ورقتك بتلاقي المنظر كده ( نقطة كبيرة متلحوسة بالجاف و معالمها مش واضحة حواليها دايره من خطوط كتيرة لدرجة انها بتبان طوق من خط واحد عريض )

النقطة دي بتعبر عنك انت و حلمك اللي عايز توصله جايز يكون حلم مش واضح اوي لكنه موجود .. و الطوق اللي حواليه بيعبر عن الحاجة او الحد اللي بيحميك عشان توصل
لحلمك ده و من غيره هتبقى عبارة عن نقطة متلحوسة في ورقة بيضه كبيره ... الطوق ده هو اللي قصدته بمسلمات الأحلام .. الطوق ده اكتر حاجة بكرهها في حياتي ..



من كام يوم جاتلنا بنت مع والدها المستشفى  و كانت حالته طارئة و محتاج عملية مستعجلة .. كان باين عليهم إنهم من بلد أرياف و مكنش حد جاي معاهم هي بس جاية ومسانداه على كتفها .. اكتر حاجة شديتني نظرة عينيه و عينيها تبقى محتار مش عارف هو مين بيستقوى بمين او مين مسند مين .. هي جسمها قليل جدا جنبه بس واقفه زي الجبل سانداه وهو واقف بيحاول انه ميسندش عليها اوي عشان متحسش انه ضعيف .. اخدتها على جنب وعرفت انها في سنة تانية في الكلية قلتلها والدك محتاج عملية استئصال لجزء من امعائه بس مش هنقدر نحدد سوء الحالة إلا جوى العمليات و سألتها عن اي راجل في عيلتها يبقى موجود معاها قاليتلي ليا اخوات رجالة بس مش من أمي و ليا أعمامي بس انا اللي عايشة معاه لوحدنا وهما قالولي لو حاجة خطيرة كلمينا هنيجي .. المهم طمناها و قولنلها هندخله عمليات وانتى كلمي اعمامك واخزاتك خليهم يجوا احتياطي .. و أنا داخل العمليات قاليتلي يا دكتور لو سمحت عايزاك و قاليتلي الكلام ده ( يا دكتور انا ماليش غير أبويا في الدنيا دي من غيره انا مش هكون حاجة اخواتي و اعمامي هيرموني فالشارع .. انا ابويا بقاله سنتين بيتعالج من قلبه و مصدقت انه خف وبقى كويس عشان اكمل انا تعليمي واكون حاجة كبيرة و
ارحم نفسي من المرمطة دى .. انا لازم اكون دكتورة قلب زي مانا وهو حلمنا ولو حصله حاجة انا مش هعرف اكمل حلي ده .. ابوس ايديكم طالعوه سليم من العمليات )..


دخلت العمليات و أنا كل كلمة منها بترن في وداني .. ازاي ممكن واحد حلمه كله يبقى متوقف على شخص واحد بس .. مع ان الواحد هو اللي بيتعب و بيسعى انه يحقق حلمه لكن الحلم ده متوقف على وجود حد تاني خالص ولو الحد ده اختفى الحلم كله بينتهي مهما كنت حققت منه ؟!!

كنت بفكر في نفسي ازاي كنت بحب واحده و راسم معاها حياتي كلها لدرجة اني غيرت اهتماماتي و غيرت حنى رسمة حياتي عشان تبقى رسمه تنفعلنا احنا الاتنين و نمشيها سوى .. ازاي خليتها مهمة لدرجة انها بقيت اهم من الحلم نفسه بقى وجودها اساسي عشان الحلم يكمل .. و ازاي بعد ما مشيت بقيت انا واقف زي النقطة في وسط صفحه واسعة مش عارف امشي ازاي او اكمل الحلم ازاي و كأنها اخدت تفاصيل الحلم معاها .. ازاي بقيت هي مُسلَم بيها في رسمة حلمي و حياتي و معنديش اي حل غير اني افضل كده احلم بس انها ترجع عشان اعرف اكمل الحلم الأصلي ..

مشكلة الطوق اللي بنرسمه حوالين نقطة حلمنا انه زي ما بيحمي حلمنا و بيساعدنا نوصله بس كمان ساعات من كتر ما بنخليه مهم ممكن اهم من حلمنا نفسه .. لما تحصل مشكلة بدل ما يحمي حلمنا بيحبسه جواه لحد ما يدبل و نكره احنا الحلم ده و فجأة نفوق نلاقي نقطة الحلم بقيت ذكرى بتوجع محبوسة جوه طوق احنا اللي رسمناه بايدينا..
لسه فاكر كلمة البنت  وانا خارج من العملية اللي اكتشفنا فيها ان حالة والد متدهورة جدا و احتمالية انه يفوق احتمال تكون معدومه ( يا دكتور لو سمحت متقولش لاعمامي انه هيموت جايز تحصل معجزة و يعيش عشان خاطري  ونكمل المشوار سوى ) ...

-النهاية .. نهاية حلم مابتداش-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق