الاثنين، 10 ديسمبر 2012

رجل النسكافيه


لأول مرة منذ فترة طويلة وأنا جالس على رصيف المحطة انتظر قطار الثامنة الذي أصبحت هناك ألفة بيننا بالرغم من كرهي للقطارات ، شعرت بشعور يختلف عن كل الأيام فأنا هادئ البال ، انتظر وصول القطار المتأخر عن موعده بلا ضيق ، وجدت نفسي مستمتعا بتأمل وجوه الناس على الرصيف ، كانت تلك عادتي من الصغر ان أتأمل وجوه البشر المشاركين لي في نفس الموقف و محاولة التعمق داخلهم ، دائما كان إحساسي بنقم هؤلاء على المواقف التي اضطرتهم الظروف لعيشها هي مصدر رضاي عن نفسي فأنا أستمتع بالمواقف أيا كان سوئها، أيا كان الموقف فلابد ان تجد فيه جزءا ممتع .. ما أثار انتباهي أنه منذ افترقنا وأنا فاقد لقدرتي على التأمل أو الاحساس بالأمور ، حتى إني وصلت لدرجة من الملل من نفسي وبرود إدراكي و كنت أترجم هذا الملل بأن الحياة قد انتهت برحيلك .. كنت أسأل نفسي ما فائدة الأحلام من بعدك .. اليوم اختلفت الأمور .. اليوم عدت لكل عاداتي القديمة ، ألقيت السلام على كل من قابلته في طريقي من المنزل للمحطة ، لم ألحظ إني كنت منقطعا عن تلك العادة التي تعلمتها من جدي رحمه الله ، كان دوما يقول لي ( خد دعاوي ببلاش عالصبح والسلام من الغريب إحلى دعوة).. من لفت نظري لبداية التغيير رجل النسكافيه عالمحطة عندما ألقيت السلام فرد : أنت فين من زمان يا باشا ليك وحشه .. ابتسمت في صمت فأنا اشتري منه كثيرا أقربها بالأمس ولكني اكتشفت ان الرجل يبيع النسكافيه لسلامي وليس لي .. أخذت النسكافيه و قابلت صديقه لي لم إقابلها من كثير .. حقيقة لا أتذكر الحديث الذي دار بيننا فقد كنت مهتما بعودة كل تلك الأحاسيس والعادات داخلي و كم الفرحة الذي ينتابني.. كنت أجرب كل عاداتي لأتأكد أنها عادت و إني إدركها جميعا .. طوال انتظاري على الرصيف كنت أسأل نفسي ماذا حدث لي .. هي مازلت غائبة مازلت أشعر بخصة قلبي كلما جاء اسمها .. ما زال اشتياقي لرؤيتها لأحكي لها ما حققته من أحلامي لنحتفل معا .. أحلامي!! نعم هذا هو السبب .. أنا أحقق واحدا من أكبر أحلامي.. مازالت أحلامي موجودة و ما زالت حياتي تتنفس تفاؤل.. قطع تأملاتي و حديثي مع صديقتي صفارة القطار تعلن وصوله .. صفارة احتفال بعودتي .. صفارة بدأ لحلم جديد ..

شكرا لرجل النسكافيه :)) أنت بطل يومي ...

-تمت -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق